Friday, January 18, 2008

البدع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البدعة هو ما استحدث في الدين فأي شيئ استحدث في الدين فهو بدعة لقوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم اﻷسلام دينا وكمال الدين يعني ان الدين سد علينا اشياء مستحدثة او اشياء جديدة في الدين ومثال البدعة اﻹحتفال بالمولد النبوي ﻷن رسول الله والصحابة لم يحتفلو بالمولد النبوي بهذه الصورة التي نحتفل بها اليوم ولكن كان رسول الله يحتفل بميلادة بصيام كل يوم إثنين من كل اسبوع ﻷنه دلك اليوم الذي ولد فيه وهذا كان احتفال النبي بمولده

عن أم المؤمنين أم عبد الله؛ عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية مسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد

وفي أمرنا هذا يعني الدين ومعنى الحديث انه من احدث شيئا في الدين فهو مردود وغير مقبول حتى ولو كان حسن النية

* من فوائد الحديث
تحريم إحداث شيئ في دين الله ولو عن حسن قصد ولو كان القلب يرق لذلك ويقبل عليه، ﻷن هذا من عمل الشيطان.

فإن قال قائل: لو أحدثت شيئا أصله من الشريعة لكن جعلته على صفة معينة لم يأت بها الدين، فهل يكون مردودا او ﻻ؟
والجواب: يكون مردودا، مثل ما أحدثة بعض الناس من العبادات واﻷذكار واﻷخلاق وما أشبهها، فهي مردودة

وليعلم ان المتابعة ﻻ تتحقق الا اذا كان العمل موافقا للشريعة في أمور سته: سببه وجنسه وقدره وكيفيته وزمانه ومكانه

فإذا لم يوافق الشريعة في هذه اﻷمور الستة فهو باطل مردود، ﻷنه إحداث في دين الله ما ليس منه

أولا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في سببه: وذلك بأن يفعل اﻹنسان عبادة لسبب لم يجعله الله تعالى سببا مثل: ان يصلي ركعتين كلما دخل بيته ويتخذها سنة، فهذا مردود، مع ان الصلاه أصلها مشروع، لكن لما قرنها بسبب لم يكن سببا شرعيا صارت مردوده.
مثال آخر: لو ان أحدا أحدث عيدا ﻹنتصال المسلمين في بدر، فإنه يرد عليه، ﻷنه ربطه بسبب لم يجعله الله ورسوله سببا

ثانيا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في الجنس، فلو تعبد لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبوله، مثال ذلك : لو ان أحدا ضحى بفرس ، فإن ذلك مردود عليه ، ولا يقبل منه، ﻷنه مخالف للشريعة في الجنس، إذ ان اﻷضاحى إنما تكون من بهيمة اﻷنعام، وهي : اﻹبل، والقر، والغنم
أما لو ذبح فرسا ليتصدق بلحمها فهذا جائز، ﻷنه لم يتقرب الى الله بذبحة أضحية وإنما ذبحه ليتصدق بلحمه.

ثالثا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في القدر: فلو تعبد شخص لله عز وجل بقدر زائد على الشريعة لم يقبل منه، ومثال ذلك : رجل توضأ أربع مرات أي غسل كل عضو اربع مرات . فالرابعة لم تقبل ، ﻷنها زائدة على ما جاءت به الشريعة، بل قد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا وقال (من زاد على ذلك فقد أساء وتعدى وظلم)

رابعا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في الكيفية: فلو عمل شخصا عملا، يتعبد به لله وخالف الشريعة في كيفيته، لم يقبل منه ، وعمله مردود عليه.
ومثاله: لو أن رجلا صلى وسجد قبل ان يركع، قصلاته باطلهمردودة ﻷنها لم توافق الشريعة في الكيفية.
وكذلك لو توضأ منكسا بأن بدأ الرجل ثم الرأس ثم اليد ثم الوجه قوضوؤه باطل، ﻷنه مخالف للشريعة في الكيفية.

خامسا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في الزمان: فلو صلى الصلاه قبل دخول وقتها، فالصلاه غير مقبوله ﻷنها في زمن غير ما حدده الشرع.
ولو ضحى قبل ان يصلى صلاه العيد لم تقبل ﻷنه لم يوافق الشرع في الزمان.

سادسا: أن يكون العمل موافقا للشريعة في المكان: فلو ان احدا اعتكف في غير المساجد بأن يكون قد إعتكف في المدرسة أو في البيت فإن إعتكافه ﻻ يصح ﻷنه لم يوافق الشرع في مكان اﻹعتكاف، فاإعتكاف محله المساجد. فإنتبه لهذه اﻷصول السته